منقول: الحركة الحوثية لا يمكن النظر إلى الفكر الحوثي بمعزل عن
الفكر الشيعي الاثني عشري ورؤاه في الحكم والسياسة, والذي تحصر أدبياته
أحقية سلالة معينة بالحكم والأمر, باعتبار ذلك قدراً سماوياً لا يمكن
تجاوزه أو التقليل من شأنه.
الحوثي ينتمي إلى الطائفة الزيدية نسبة إلى الإمام زيد -رحمه الله-
بن علي بن الحسين -الملقب بزين العابدين- بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
والتي تشكل أغلب سكان شمال اليمن، والتي حكمها الأئمة الزيود لسنوات طويلة،
استمرت إلى قيام الثورة ضدهم عام 1962 م، لكن المذهب الزيدي أيضاً ليس فرقة واحدة
وحسب، بل يوجد به أربع فرق، أهمها الهادوية، والتي تشكل الأغلبية، وهي
كما يقول البعض سنة الشيعة، بحيث لا تقدح في الصحابة، وإنما تكتفي بتفضيل
الإمام علي على باقي الصحابة، وأيضاً لا يؤمنون بالرجعة ونظرية المهدي،
كما لا يحللون المتعة، ولا يستخدمون التقية،
والفرقة الأخرى وهي أقرب للشيعة الاثني عشرية منها للزيدية، وهي الجارودية؛
إذ لا يجدون بأساً في التهكم على الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-
والبخاري ومسلم، وهذه الفرقة هي التي ينتمي إليها والد مؤسس الحوثية
بدر الدين الحوثي، والذي يعتبر من أكبر مرجعيات هذه الفرقة، هذا ويرى الكثير
من أبناء الزيدية أن حسين الحوثي خرج عن أدبيات وأفكار المذهب الزيدي
في أمور كثيرة، مما جعل أفكاره أقرب لمذهب الاثني عشرية منها للزيدي
المعتدل الذي يصفه الكثير بأنه أقرب المذاهب إلى مذهب أهل السنة.
أما الفرقتان الأخريان فلا أعتقد أن لهما وجود باليمن حالياً، وهما السليمانية والصالحية.
وعلى الرغم من أن والد حسين الحوثي كان من أبرز المرجعيات الشيعية
للمذهب الزيدي في اليمن فإنه بدا أقرب إلى مذهب الاثني عشرية الإمامية في إيران،
خاصة بعد زياراته المتكررة إلي طهران، وهو ما عده البعض خروجاً لحركته عن
المذهب الشيعي الزيدي الذي يتبعه نحو30%من سكان اليمن.
ويرى الدكتور والباحث الأكاديمي أحمد محمد الدغشي أستاذ أصول التربية
وفلسفتها المشارك بكلية التربية بجامعة صنعاء أن الظاهرة الحوثية نتاج فكر
جارودي مغالٍ شط عن الزيدية الأعدل والأكثر قرباً من أهل السنة والجماعة,
وحسين الحوثي نسخة مستعارة من الفكر الاثني عشري، وانحرافه عن
المذهب الزيدي أدى إلى تصدع الشباب المؤمن, واصطدامه بعالم الزيدية ،
الشيخ مجد الدين المؤيدي الذي قال: إن ظاهرة الحوثية غريبة على المجتمع
اليمني المسلم في أفكارها, وأطروحاتها، بعيدة كل البعد عن المذهب الزيدي
الذي يشكل هو والمذهب الشافعي توأمين رئيسين وفرعين
في أصل عقدي واحد هو الإسلام الحنيف.