ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻗﻮﻱ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ
ﺑﻬﺎ، ﻭﺗﻮﻓﺮ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ،
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﻭﺟﺪ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ. ﻭﺗﻜﺎﺩ
ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ:
ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ، ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ،
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﻻﻥ
ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻛﻲ،
ﻭﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﺧﻼﺹ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺍﻟﻨﻘﻲ،
ﻭﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻱ،
ﻭﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﺍﻟﻔﺘﻲ،
ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻗﺪﻳﻤﺂ ﻭ
ﺣﺪﻳﺜﺄ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻣﺔ ﻋﻤﺎﺩ ﻧﻬﻀﺘﻬﺎ،
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﻬﻀﺔ ﺳﺮ ﻗﻮﺗﻬﺎ، ﻭﻓﻲ
ﻛﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺣﺎﻣﻞ ﺭﺍﻳﺘﻬﺎ "ﺇﻧﻬﻢ ﻓﺘﻴﺔ
ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺮﺑﻬﻢ ﻭﺯﺩﻧﺎﻫﻢ ﻫﺪﻯ "
ﺍﻟﻜﻬﻒ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺜﺮﺕ ﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻜﻢ، ﻭﻣﻦ
ﻫﻨﺎ ﻋﻈﻤﺖ ﺗﺒﻌﺎﺗﻜﻢ، ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺣﻘﻮﻕ ﺃﻣﺘﻜﻢ ﻋﻠﻴﻜﻢ،
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺛﻘﻠﺖ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ
ﺃﻋﻨﺎﻗﻜﻢ. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮﻭﺍ ﻃﻮﻳﻼ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻤﻠﻮﺍ
ﻛﺜﻴﺮﺁ، ﻭﺃﻥ ﺗﺤﺪﺩﻭﺍ ﻣﻮﻗﻔﻜﻢ، ﻭﺃﻥ
ﺗﺘﻘﺪﻣﻮﺍ ﻟﻺﻧﻘﺎﺫ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻄﻮﺍ ﺍﻷﻣﺔ
ﺣﻘﻬﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ.
ﻗﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺩﻋﺔ
ﻫﺎﺩﺋﺔ، ﻗﻮﻱ ﺳﻠﻄﺎﻧﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺒﺤﺮ
ﻋﻤﺮﺍﻧﻬﺎ، ﻓﻴﻨﺼﺮﻑ ﺍﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻛﺜﺮ
ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺘﻪ، ﻭﻳﻠﻬﻮ
ﻭﻳﻌﺒﺚ ﻭﻫﻮﻫﺎﺩﻯﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﺮﺗﺎﺡ
ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ. ﻭﻗﺪ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺃﻣﺔ ﺟﺎﻫﺪﺓ
ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ،
ﻭﺍﺳﺘﺒﺪ ﺑﺸﺆﻭﻧﻬﺎ ﺧﺼﻤﻬﺎ ﻓﻬﻲ
ﺗﺠﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺙ
ﺍﻟﻤﻐﺼﻮﺏ ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ
ﻭﺍﻷﻣﺠﺎﺩ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ.
ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ
ﺃﻣﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻭﻫﻮ ﺇﺫ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ
ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ، ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﺍﻵﺟﻞ ﻣﻦ ﻣﺜﻮﺑﺔ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ
ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺘﻔﺘﺤﺖ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺔ
ﺩﺍﺋﺒﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻓﻲ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ. ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﻭﺍ ﻳﺎ
ﺭﺟﺎﻝ ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺼﺮﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ
ﺍﻟﺪﺍﺋﺒﻴﻦ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ