المنيـــرة ‏ALMUNIERAH
المنيـــرة ‏ALMUNIERAH
المنيـــرة ‏ALMUNIERAH
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنيـــرة ‏ALMUNIERAH

أخبارثقافة عامة : دين ، قصص ، أدب ، شعر ، فن 239 المنيـــرة ‏ALMUNIERAH
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا   ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Emptyالسبت ديسمبر 08, 2012 2:28 pm

‏..........1.............
أيها الشباب
إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها ، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة : الإيمان والإخلاص والحماس والعمل من خصائص الشباب . لأن أساس الإيمان القلب الذكي ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي ، وأساس الحماسة الشعور القوي ، وأساس العمل العزم الفتي ، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب . ومن هنا كان الشباب قديما وحديثا في كل أمة عماد نهضتها ، وفي كل نهضة سر قوتها ، وفي كل فكرة حامل رايتها (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) .
ومن هنا كثرت واجباتكم . ومن هنا عظمت تبعاتكم . ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم . ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم . ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلا . وأن تعملوا كثيرا ، وأن تحددوا موقفكم ، وأن تتقدموا للإنقاذ ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملا من هذا الشباب .
قد ينشأ الشباب في أمة وادعة هادئة ، قوي سلطانها واستبحر عمرانها ، فينصرف إلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته ، ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير . وقد ينشأ في أمة جاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها ، واستبد بشؤونها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب ، والتراث المغصوب ، والحرية الضائعة والأمجاد الرفيعة ، والمثل العالية وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشاب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه .
وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر ، والخير الآجل من مثوبة الله .
ولعل من حسن حظنا أن كنا من الفريق الثاني فتفتحت أعيننا على أمة دائبة الجهاد مستمرة الكفاح في سبيل الحق والحرية .
واستعدوا يا رجال فما أقرب النصر للمؤمنين وما أعظم النجاح للعاملين الدائبين .
‏.
أيها الشباب :
لعل من أخطر النواحي في الأمة الناهضة ... وهي في فجر نهضتها ... اختلاف الدعوات ، واختلاط الصحيات ، وتعدد المناهج ، وتباين الخطط والطرائق ، وكثرة المتصدين للتزعم والقيادة .
وكل ذلك تفريق في الجهود وتوزيع للقوى يتعذر معه الوصول إلى الغايات .
ومن هنا كانت دراسة هذه الدعوات والموازنة بينها أمرا أساسيا لا بد منه لمن يريد الإصلاح .
ومن هنا كان من واجبي أن أشرح لكم في وضوح موجز دعوة الإسلام في القرن الهجري الرابع عشر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا   ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Emptyالسبت ديسمبر 08, 2012 3:47 pm

‏...............2.................
دعوة الإخوان المسلمين
.
أو دعوة الإسلام في القرن الهجري الرابع عشر
.
يا شباب
لقد آمنا إيمانا لا جدال فيه ولا شك معه ، واعتقدنا عقيدة أثبت من الرواسي وأعمق من خفايا الضمائر ، بأنه ليس هناك إلا فكرة واحدة هي التي تنقذ الدنيا المعذبة وترشد الإنسانية الحائرة وتهدي الناس سواء السبيل ، وهي لذلك تستحق أن يضحى في سبيل إعلانها والتبشير بها وحمل الناس عليها بالأرواح والأموال وكل رخيص وغال ، هذه الفكرة هي ( الإسلام الحنيف ) الذي لا عوج فيه ولا شر معه ولا ضلال لمن اتبعه ،
-( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، إن الدين عند الله الإسلام )- .
-( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )- .
ففكرتنا لهذا إسلامية بحتة .
على الإسلام ترتكز ومنه تستمد وله تجاهد وفي سبيل إعلاء كلمته تعمل .
لا تعدل بالإسلام نظاما ، ولا ترضى سواه إماما ، ولا تطيع لغيره أحكاما :
‏-( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )- .
ولقد أتى على الإسلام والمسلمين حين من الدهر توالت فيه الحوادث وتتابعت الكوارث ، وعمل خصوم الإسلام على إطفاء روائه وإخفاء بهائه وتظليل أبنائه ، وتعطيل حدوده ، وإضعاف جنوده ، وتحريف تعاليمه وأحكامه تارة بالنقص منها ، وأخرى بالزيادة فيها ، وثالثة بتأويلها على غير وجهها ، وساعدهم على ذلك ضياع سلطة الإسلام السياسية وتمزيق إمبراطوريته العالمية وتسريح جيوشه المحمدية ووقوع أممه في قبضة أهل الكفر مستذلين مستعمرين
‏.
فأول واجباتنا نحن الإخوان أن نبين للناس حدود هذا الإسلام واضحة كاملة بينة لا زيادة فيها ولا نقص بها ولا لبس معها ، وذلك هو الجزء النظري من فكرتنا ، وأن نطالبهم بتحقيقها ونحملهم على إنقاذها ونأخذهم بالعمل بها وذلك هو الجز العملي في هذه الفكرة .‏
‏.‏
وعمادنا في ذلك كله كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والسنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيرة المطهرة لسلف هذه الأمة ، لا نبغي من وراء ذلك إلا إرضاء الله وأداء الواجب وهداية البشر وإرشاد الناس .
وسنجاهد في سبيل تحقيق فكرتنا ، وسنكافح لها ما حيينا وسندعوا الناس جميعا إليها ، وسنبذل كل شيء في سبيلها ، فنحيا بها كراما أو نموت كراما ، وسيكون شعارنا الدائم : الله غايتنا ، والرسول زعيمنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا   ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Emptyالأحد ديسمبر 09, 2012 3:49 pm

‏.................3..................
أيـهـــا الـشـبـــــــاب
إن الله قد أعزكم بالنسبة إليه والإيمان به والتنشئة على دينه ، وكتب لكم بذلك مرتبة الصدارة من الدنيا ومنزلة الزعامة من العالمين وكرامة الأستاذ بين تلامذته : -( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )- .
-( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس )- .
فأول ما يدعوكم إليه أن تؤمنوا بأنفسكم ، وأن تعلموا منزلتكم وأن تعتقدوا أنكم سادة الدنيا وإن أراد لكم خصومكم الذلة ، وأساتذة العالمين وإن ظهر عليكم غيركم بظاهر من الحياة الدنيا والعاقبة للمتقين .
فحددوا أيها الشباب إيمانكم وحددوا غاياتكم وأهدافكم وأول القوة الإيمان ، ونتيجة هذا الإيمان الوحدة ، وعاقبة الوحدة النصر المؤزر المبين فآمنوا وتآخوا وعملوا وترقبوا بعد ذلك النصر .. وبشر المؤمنين .
إن العالم كله حائر يضطرب وكل ما فيه من النظم قد عجز عن علاجه ولا دواء له إلا الإسلام ، فتقدموا باسم الله لإنقاذه فالجميع في انتظار المنقذ ولن يكون المنقذ إلا رسالة الإسلام التي تحملون مشعلها وتبشرون بها .
‏.
أيـهــــــا الشبـــــــاب :
إن منهج الإخوان المسلمين محدود المراحل واضح الخطوات ، فنحن نعلم تماما ماذا نريد ونعرف الوسيلة إلى تحقيق هذه الإرادة .
‏1- نريد أولا الرجل المسلم في تفكيره وعقيدته ، وفي خلقه وعاطفته ، يرفي عمله وتصرفه . فهذا هو تكويننا الفردي .
‏2- ونريد بعد ذلك البيت المسلم في تفكيره وعقيدته وفي خلقه وعاطفته وفي عمله وتصرفه ، ونحن لهذا نعني بالمرأة عنايتنا بالرجل ، ونعني بالطفولة عنايتنا بالشباب وهذا تكويننا الأسري .
‏3- ونريد بعد ذلك الشعب المسلم في ذلك كله أيضا ونحن لهذا نعمل على أن تصل دعوتنا إلى كل بيت ، وأن يسمع صوتنا في كل مكان ، وأن تتيسر فكرتنا وتتغلغل في القرى والنجوع والمدن والمراكز والحواضر والأمصار ، لا نألوا في ذلك جهدا ولا نترك وسيلة .
‏4- ونريد بعد ذلك "الحكومة المسلمة" التي تقود هذا الشعب إلى المسجد ، وتحمل به الناس على هدى الإسلام من بعد كما حملتهم على ذلك بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر من قبل .
ونحن لهذا لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على أساس الإسلام ولا يستمد منه ، ولا نعترف بهذه الأحزاب السياسية ولا بهذه الأشكال التقليدية التي أرغمنا أهل الكفر وأعداء الإسلام على الحكم بها والعمل عليها ، وسنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامي بكل مظاهره ، وتكوين الحكومة الإسلامية على أساس هذا النظام .
‏5- ونريد بعد ذلك أن نضم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامي الذي فرقته السياسة الغربية وأضاعت وحدته المطامع الأوربية .
ونحن لهذا لا نعترف بهذه التقسيمات السياسية ولا نسلم بهذه الاتفاقات الدولية التي تجعل من الوطن الإسلامي دويلات ضعيفة ممزقة يسهل ابتلاعها على الغاصبين ، ولا نسكت على على هضم حرية هذه الشعوب واستبداد غيرها بها ، فمصر وسورية والعراق والحجاز واليمن وطرابلس وتونس والجزائر ومراكش وكل شبر أرض فيه مسلم يقول : لا إله إلا الله ، كل ذلك وطننا الكبير الذي نسعى لتحريره وإنقاذه وخلاصه وضم أجزائه بعضها إلى بعض .
‏.
ولئن كان الرايخ الألماني يفرض نفسه حاميا لكل من يجري في عروقه دم الألمان ، فإن العقيدة الإسلامية توجب على كل مسلم قوي أن يعتبر نفسه حاميا لكل من تشربت نفسه تعاليم ( القرآن ) . فلا يجوز في عرف الإسلام أن يكون العامل العنصري أقوى في الرابطة من العامل الإيماني .
والعقيدة هي كل شيء في الإسلام وهل الإيمان إلا الحب والبغض ؟ .
‏6- ونريد بعد ذلك أن تعود راية الله خافقة عالية على تلك البقاع التي سعدت بالإسلام حينا من الدهر ودوى فيها صوت المؤذن بالتكبير والتهليل ، ثم أراد لها نكد الطالع أن ينحسر عنها ضياؤها فتعود إلى الكفر بعد الإسلام . فالأندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا وجزائر بحر الروم كلها مستعمرات إسلامية يجب أن تعود إلى أحضان الإسلام ، ويجب أن يعود البحر الأبيض والبحر الأحمر بحيرتين إسلاميتين كما كانتا من قبل ، ولئن كان السنيور موسوليني يرى من حقه أن يعيد الأمبراطورية الرومانية ، وما تكونت هذه الإمبراطورية المزعومة قديما إلا على أساس المطامع والأهواء ، فإن من حقنا أن نعيد مجد الإمبراطورية الإسلامية التي قامت على العدالة والإنصاف ونشر النور والهداية بين الناس .
‏7- نريد بعد ذلك ومعه أن نعلن دعوتنا على العالم وأن نبلغ الناس جميعا وأن نعم بها آفاق الأرض وأن نخضع لها كل جبار حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم .
ولكل مرحلة من هذه المراحل خطواتها وفروعها ووسائلها وإنما نجعل هنا القول دون إطالة ولا تفصيل ، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ليقل القاصرون الجبناء أن هذا خيال عريق ووهم استولى على نفوس هؤلاء الناس ـــ وذلك هو الضعف الذي لا نعرفه ولا يعرفه الإسلام . ذلك هو الوهن الذي قذف في قلوب هذه الأمة فمكن لأعدائها فيها . وذلك هو خراب القلب من الإيمان وهو علة سقوط المسلمين ــ وإنما نعلن في وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهاج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له في الإسلام فليبحث له عن فكرة أخرى يدين بها ويعمل لها .[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا   ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Emptyالإثنين ديسمبر 10, 2012 1:57 pm

‏..................4..................
أيـهـــــــا الـشـبـــــــاب
لستم أضعف ممن قبلكم ممن حقق الله على أيديهم هذا المنهاج فلا تهنوا وتضعفوا وضعوا نصب أعينكم قوله تعالى :
-( الذين قال لهم الناس : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )- .
سنربي أنفسنا ليكون منا الرجل المسلم ، وسنربي بيوتنا ليكون منها البيت المسلم ، وسنربي شعبنا ليكون منه الشعب المسلم ، وسنكون من بين هذا الشعب المسلم ، وسنسير بخطوات ثابتة إلى تمام الشوط وإلى الهدف الذي وضعه الله لنا لا الذي وضعناه لأنفسنا ، وسنصل بإذن الله وبمعونته ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
وقد أعددنا لذلك إيمانا لا يتزعزع ، وعملا لا يتوقف ، وثقة بالله لا تضعف ، وأرواحا أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدة في سبيله .
فليكن ذلك من صميم السياسة الداخلية والخارجية ، فإنما نستمد ذلك من الإسلام ، ونجد بأن هذا التفريق بين الدين والسياسة ليس من تعاليم الإسلام الحنيف ولا يعرفه المسلمون الصادقون في دينهم الفاهمون لروحه وتعاليمه ، فليهجرنا من يريد تحويلنا عن هذا المنهاج فإنه خصم للإسلام أو جاهل به وليس له سبيل إلا أحد هذين الوضعين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا   ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Emptyالإثنين ديسمبر 10, 2012 7:30 pm

‏.................5..................
أيـهـــــا الـشـبـــــاب ـ
‏.
يخطيء من يظن أن جماعة الإخوان المسلمين ( جماعة دراويش ) قد حصروا أنفسهم في دائرة ضيقة من العبادات الإسلامية كل همهم صلاة وصوم وذكر وتسبيح فالمسلمون الأولون لم يعرفوا الإسلام بهذه الصورة ، ولم يؤمنوا به على هذا النحو ، ولكنهم آمنوا به عقيدة وعبادة ، ووطنا وجنسية ، وخلقا ومادة ، وثقافة وقانونا وسماحة وقوة .
واعتقدوه نظاما كاملا يفرض نفسه على كل مظاهر الحياة وينظم أمر الدنيا كما ينظم الآخرة .
اعتقدوه نظاما عمليا وروحيا معا فهو عندهم دين ودولة ، ومصحف وسيف .
وهم مع هذا لا يهملون أمر عبادتهم ولا يقصرون في أداء فرائضهم لربهم ، يحاولون إحسان الصلاة ويتلون كتاب الله ، ويذكرون الله تبارك وتعالى على النحو الذي أمر به وفي الحدود التي وضعها لهم ، في غير غلو ولا سرف ، فلا تنطع ولا تعمق ، وهم أعرف بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : < إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى > ، وهم مع هذا يأخذون من دنياهم بالنصيب الذي لا يضر بآخرتهم ، ويعلمون قول الله تبارك وتعالى : -( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )- .
وإن الإخوان ليعلمون أن خير وصف لخير جماعة هو وصف ‎أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رهبان في الليل فرسان في النهار" ، وكذلك يحاولون أن يكونوا والله المستعان
ويخطيء من يظن أن الإخوان المسلمين يتبرمون بالوطن والوطنية ، فالمسلمون أشد الناس إخلاصا لأوطانهم وتفانيا في خدمة هذه الأوطان واحتراما لكل من يعمل لها مخلصا ، وها قد علمت إلى أي حد يذهبون في وطنيتهم وإلى أي عزة يبغون بأمتهم .
ولكن الفارق بين المسلمين وبين غيرهم من دعاة الوطنية المجردة أن أساس وطنية المسلمين العقيدة الإسلامية .
فهم يعملون لوطن مثل مصر ويجاهدون في سبيله ويفنون في هذا الجهاد لأن مصر من أرض الإسلام وزعيمة أممه ، كما أنهم لا يقفون بهذا الشعور عند حدودها بل يشركون معها فيه كل أرض إسلامية وكل وطن إسلامي ، على حين يقف كل وطني مجرد عند حدود أمته ولا يشعر بفريضة العمل للوطن إلا عن طريق التقليد أو الظهور أو المباهاة أو المنافع ، لا عن طريق الفريضة المنزلة من الله على عباده .
وحسبك من وطنية الإخوان المسلمين أنهم يعتقدون عقيدة جازمة أن التفريط في أي شبر أرض يقطنه مسلم جريمة لا تغتفر حتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته ولا نجاة لهم من الله إلا بهذا ويخطيء من يظن أن جماعة المسلمين دعاة كسل أو إهمال ، فالإخوان يعلنون في كل أوقاتهم أن المسلم لا بد أن يكون إماما في كل شيء ، ولا يرضون بغير القيادة والعمل والجهاد والسبق في كل شيء ، في العلم وفي القوة وفي الصحة وفي المال ، والتأخر في أية ناحية من النواحي ضار بفكرتنا مخالف لتعاليم ديننا ، ونحن مع هذا ننكر على الناس هذه المادية الجارفة التي تجعلهم يريدون أن يعيشوا لأنفسهم فقط وأن ينصرفوا بمواهبهم وأوقاتهم وجهودهم إلى الأنانية الشخصية ، فلا يعمل أحدهم لغيره شيئا ولا يعني من أمر أمته بشيء ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : < من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم > ، كما يقول : < إن الله كتب الإحسان على كل شيء > .
ويخطئ من يظن أن جماعة المسلمين دعاة تفريق عنصري بين طبقات الأمة فنحن نعلم أن الإسلام عني أدق العناية باحترام الرابطة الإنسانية العامة بين بني الإنسان في مثل قوله تعالى : -( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )- ، كما أنه جاء لخير الناس جمعيا ورحمة من الله للعالمين .
ودين هذه مهمته أبعد الأديان عن تفريق القلوب وإيغار الصدور وبهذا جاء القرآن مثبتا لهذه الوحدة مشيدا بها في مثل قوله تعالى : -( لا نفرق بين أحد من رسله )- .
وقد حرم الإسلام الإعتداء حتى في حالات الغضب والخصومة فقال تعالى : -( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، إعدلوا هو أقرب للتقوى )- .
وأوصى بالبر والإحسان بين المواطنين وإن اختلفت عقائدهم وأديانهم ، قال تعالى : -( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم )- .
كما أوصى بإنصاف الذميين وحسن معاملتهم : ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) .
نعلم كل هذا فلا ندعو إلى فرقة عنصرية ، ولا إلى عصبية طائفية .
ولكننا إلى جانب هذا لا نشتري هذه الوحدة بإيماننا ولا نساوم في سبيلها على عقيدتنا ولا نهدر من أجلها مصالح المسلمين ، وإنما نشتريها بالحق والإنصاف والعدالة وكفى .
فمن حاول غير ذلك أوقفناه عند حده وأبنا له خطأ ما ذهب إليه : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
ويخطئ من يظن أن الإخوان المسلمين يعملون لحساب هيئة من الهيئات أو يعتمدون على جماعة من الجماعات .
فالإخوان المسلمون يعملون لغايتهم على هدى من ربهم ، وهم الإسلام وأبناؤه في كل زمان ومكان ، وينفقون مما رزقهم الله ابتغاء مرضاته ، ويفخرون بأنهم إلى الآن لم يمدوا يدهم إلى أحد ولم يستعينوا بفرد ولا هيئة ولا جماعة .
‏.
أيـهــــا الـشـبـــــاب
ــ
على هذه القواعد الثابتة وإلى هذه التعاليم السامية ندعوكم جمعيا .
فإن آمنتم بفكرتنا ، واتبعتم خطواتنا ، وسلكتم معنا سبيل الإسلام الحنيف ، وتجردتم من كل فكرة سوى ذلك ، ووقفتم لعقيدتكم كل جهودكم فهو الخير لكم في الدنيا والآخرة وسيحقق الله بكم إن شاء الله ما حقق بأسلافكم في العصر الأول ، وسيجد كل عامل صادق منكم في ميدان الإسلام ما يرضي همته ويستغرق نشاطه إذا كان من الصادقين .
وإن أبيتم إلا التذبذب والإضطراب ، والتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة ، فإن كتيبة الله ستسير غير عابئة بقلة ولا بكثرة ، يقول تبارك وتعالى : -( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )- .
ـــــــــــــــ
حسن البنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد زباد




عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 14/06/2012

‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Empty
مُساهمةموضوع: أحسنت يا أخي   ‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا Emptyالسبت ديسمبر 15, 2012 8:35 am

عبدالقادرحميدة أبوعبدالله كتب:
‏.................5..................
أيـهـــــا الـشـبـــــاب ـ
‏.
يخطيء من يظن أن جماعة الإخوان المسلمين ( جماعة دراويش ) قد حصروا أنفسهم في دائرة ضيقة من العبادات الإسلامية كل همهم صلاة وصوم وذكر وتسبيح فالمسلمون الأولون لم يعرفوا الإسلام بهذه الصورة ، ولم يؤمنوا به على هذا النحو ، ولكنهم آمنوا به عقيدة وعبادة ، ووطنا وجنسية ، وخلقا ومادة ، وثقافة وقانونا وسماحة وقوة .
واعتقدوه نظاما كاملا يفرض نفسه على كل مظاهر الحياة وينظم أمر الدنيا كما ينظم الآخرة .
اعتقدوه نظاما عمليا وروحيا معا فهو عندهم دين ودولة ، ومصحف وسيف .
وهم مع هذا لا يهملون أمر عبادتهم ولا يقصرون في أداء فرائضهم لربهم ، يحاولون إحسان الصلاة ويتلون كتاب الله ، ويذكرون الله تبارك وتعالى على النحو الذي أمر به وفي الحدود التي وضعها لهم ، في غير غلو ولا سرف ، فلا تنطع ولا تعمق ، وهم أعرف بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : < إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى > ، وهم مع هذا يأخذون من دنياهم بالنصيب الذي لا يضر بآخرتهم ، ويعلمون قول الله تبارك وتعالى : -( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )- .
وإن الإخوان ليعلمون أن خير وصف لخير جماعة هو وصف ‎أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رهبان في الليل فرسان في النهار" ، وكذلك يحاولون أن يكونوا والله المستعان
ويخطيء من يظن أن الإخوان المسلمين يتبرمون بالوطن والوطنية ، فالمسلمون أشد الناس إخلاصا لأوطانهم وتفانيا في خدمة هذه الأوطان واحتراما لكل من يعمل لها مخلصا ، وها قد علمت إلى أي حد يذهبون في وطنيتهم وإلى أي عزة يبغون بأمتهم .
ولكن الفارق بين المسلمين وبين غيرهم من دعاة الوطنية المجردة أن أساس وطنية المسلمين العقيدة الإسلامية .
فهم يعملون لوطن مثل مصر ويجاهدون في سبيله ويفنون في هذا الجهاد لأن مصر من أرض الإسلام وزعيمة أممه ، كما أنهم لا يقفون بهذا الشعور عند حدودها بل يشركون معها فيه كل أرض إسلامية وكل وطن إسلامي ، على حين يقف كل وطني مجرد عند حدود أمته ولا يشعر بفريضة العمل للوطن إلا عن طريق التقليد أو الظهور أو المباهاة أو المنافع ، لا عن طريق الفريضة المنزلة من الله على عباده .
وحسبك من وطنية الإخوان المسلمين أنهم يعتقدون عقيدة جازمة أن التفريط في أي شبر أرض يقطنه مسلم جريمة لا تغتفر حتى يعيدوه أو يهلكوا دون إعادته ولا نجاة لهم من الله إلا بهذا ويخطيء من يظن أن جماعة المسلمين دعاة كسل أو إهمال ، فالإخوان يعلنون في كل أوقاتهم أن المسلم لا بد أن يكون إماما في كل شيء ، ولا يرضون بغير القيادة والعمل والجهاد والسبق في كل شيء ، في العلم وفي القوة وفي الصحة وفي المال ، والتأخر في أية ناحية من النواحي ضار بفكرتنا مخالف لتعاليم ديننا ، ونحن مع هذا ننكر على الناس هذه المادية الجارفة التي تجعلهم يريدون أن يعيشوا لأنفسهم فقط وأن ينصرفوا بمواهبهم وأوقاتهم وجهودهم إلى الأنانية الشخصية ، فلا يعمل أحدهم لغيره شيئا ولا يعني من أمر أمته بشيء ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : < من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم > ، كما يقول : < إن الله كتب الإحسان على كل شيء > .
ويخطئ من يظن أن جماعة المسلمين دعاة تفريق عنصري بين طبقات الأمة فنحن نعلم أن الإسلام عني أدق العناية باحترام الرابطة الإنسانية العامة بين بني الإنسان في مثل قوله تعالى : -( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )- ، كما أنه جاء لخير الناس جمعيا ورحمة من الله للعالمين .
ودين هذه مهمته أبعد الأديان عن تفريق القلوب وإيغار الصدور وبهذا جاء القرآن مثبتا لهذه الوحدة مشيدا بها في مثل قوله تعالى : -( لا نفرق بين أحد من رسله )- .
وقد حرم الإسلام الإعتداء حتى في حالات الغضب والخصومة فقال تعالى : -( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، إعدلوا هو أقرب للتقوى )- .
وأوصى بالبر والإحسان بين المواطنين وإن اختلفت عقائدهم وأديانهم ، قال تعالى : -( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم )- .
كما أوصى بإنصاف الذميين وحسن معاملتهم : ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) .
نعلم كل هذا فلا ندعو إلى فرقة عنصرية ، ولا إلى عصبية طائفية .
ولكننا إلى جانب هذا لا نشتري هذه الوحدة بإيماننا ولا نساوم في سبيلها على عقيدتنا ولا نهدر من أجلها مصالح المسلمين ، وإنما نشتريها بالحق والإنصاف والعدالة وكفى .
فمن حاول غير ذلك أوقفناه عند حده وأبنا له خطأ ما ذهب إليه : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
ويخطئ من يظن أن الإخوان المسلمين يعملون لحساب هيئة من الهيئات أو يعتمدون على جماعة من الجماعات .
فالإخوان المسلمون يعملون لغايتهم على هدى من ربهم ، وهم الإسلام وأبناؤه في كل زمان ومكان ، وينفقون مما رزقهم الله ابتغاء مرضاته ، ويفخرون بأنهم إلى الآن لم يمدوا يدهم إلى أحد ولم يستعينوا بفرد ولا هيئة ولا جماعة .
‏.
أيـهــــا الـشـبـــــاب
ــ
على هذه القواعد الثابتة وإلى هذه التعاليم السامية ندعوكم جمعيا .
فإن آمنتم بفكرتنا ، واتبعتم خطواتنا ، وسلكتم معنا سبيل الإسلام الحنيف ، وتجردتم من كل فكرة سوى ذلك ، ووقفتم لعقيدتكم كل جهودكم فهو الخير لكم في الدنيا والآخرة وسيحقق الله بكم إن شاء الله ما حقق بأسلافكم في العصر الأول ، وسيجد كل عامل صادق منكم في ميدان الإسلام ما يرضي همته ويستغرق نشاطه إذا كان من الصادقين .
وإن أبيتم إلا التذبذب والإضطراب ، والتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة ، فإن كتيبة الله ستسير غير عابئة بقلة ولا بكثرة ، يقول تبارك وتعالى : -( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )- .
ـــــــــــــــ
حسن البنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
‏‎ ‎إلى الشباب من رسائل الإمام الشهيد / حسن البنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رســـالة إلى الشبـــاب الإمام/ حسن البنا
» الشهيد الشيخ حسن البنآ وضابط البوليس
» الشهيد الشيخ حسن البنآ وضابط البوليس
» الرئيس الشهيد ابراهيم محمد صالح الحمدي . من مواليد 1943م

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنيـــرة ‏ALMUNIERAH :: منتدى الثقافة العامة-
انتقل الى: