[/CENTER]
وهــا نحن نواصـل معــكم سلسلتــنا للحلقة الخــامسة بعد ما تعرفنــا في الحلقة الرابـعة على تأثير الصهيونية على الدول الغربية وتشكيل المنظمة الصهيونية سنتعرف سوياً في هذه الحلقة علــى :
المجتمع الصهيوني الكذبة الكبرى ضمن حلقات دليلك إلى العدو الصهيوني
.
تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة بهذهِ الكلمات وصفَ تيودور هرتزل الأب الروحيّ للصهيونيةِ الحديثةِ الاجتماعَ الأولِ المنعقدِ للزعامةِ اليهوديةِ في بالْ بسويسرا فلقد كَانَ هذا الاجتماع من أهم الاجتماعات في الدولةِ اليهوديةِ التي اشتَقَ لها الصَّهاينةُ اسمَ إسرائيل نسبةً لنبيِّ الله يعقوب وهو منْهُمُ ومن دولتِهِم بَرَاء .
ومن أهم نتائج هذا الاجتماع أنه استطاع لم الشمل اليهودي المنتمي لمجتمعات مختلفة وأصول متعددة وثقافات متغايرة فلم يكن لليهود على مر العصور دولة تجمعهم فحقيقة الأمر أن اليهود لا يمثلون مجتمعاً واحداً
ولا يشتركون بلغة واحدة أو معتقدات واحدة إنما هم خليط يجمع بين ثقافات متعددة تبعاً للمكان الذي يقيم فيه اليهود وليس لليهود عادات مشتركة ولا تاريخ مشترك أيضاً .
ولأجل هذا لم يتبقَ أمام هرتزل بعد هذا الاجتماع وتعدد الخيارات لإقامة وطن قومي لليهود سواء في موزمبيق أو ليبيا أو العراق سوى خيارين لا ثالث لهما فلسطين أو الأرجنتين وفي حال عدم وجود رابط بين الأخيرة واليهود وصعوبة إقناعهم في الهجرة اليها ؛ بدأ العمل جدياً لاختيار فلسطين وطناً قومياً لليهود والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : لـــــــــمـــــــــــــــاذا فلسطين ؟
.
فكر الصهاينة في الدافع الذي يجعل اليهود يقبلون فكرة الهجرة من الأراضي التي يسكنوها والرحيل لبلاد جديدة وبناء حياة جديدة ومستقرة هنا
لم يكن غير
فلسطين بلاد الأنبياء ومهد الرسالات التي سيروج لها الصهاينة على أنها أرض الميعاد
واللعب على الوتر الديني والوعود بإقامة الهيكل وحكم العالم وتسخير الناس من غير اليهود لخدمة شعب الله المختار .
على حد زعمهم .
.
على الرغم من اختلاف طبقاتهم وتركيبهم السكاني ووضعهم الإجتماعي
.
.
1- يهود إشكنازيميون
المنشؤون للدولة في الأساس والحاكمون فيها ولإدارتها
كانوا يعيشون في وسط وغرب أوروبا وانتقلوا إلى شرقها بعد ذلك ، ولغتهم تجمع بين الألمانية والعبرية .
2- والخليط الآخر في الدولة الصهيونية هم
السفرديم أو اليهود الشرقيون المتحدثون بلغة اللادينو والتي هي خليط بين العبرية والأسبانية وهؤلاء هم اليهود المنتشرون في البلاد الإسلامية
واستوطنوا فيها بعد خروجهم من الأندلس إبان دخول الصليبين إليها
فاليهود على مر العصور لم يجدوا الأمان إلا بين المسلمين وفي أيام حكمهم .
وكانوا يعيشون في جنوب أوروبا حيث إيطاليا وأسبانيا ومنها انتقلوا إلى أراضي الإمبراطورية العثمانية وأصبح لهم كيان في البلقان والمناطق العربية وغيرها ..
.
3- أما المجتمع الثالث في الدولة هم الفلاشا
وهي كلمة تعني باللغة الأمهرية - المنفيون أو الغرباء -
بمعنى أن المنفي هو اليهودي الأثيوبي
بالإضافة إلى دلالتها على معنى الإحتقار
هذا الإسم الذي كان يطلقه الأثيوبي الأصل على الأثيوبي من الأصل اليهودي .
فالفلاشا لا ينتمون إلى أي من الكتل اليهودية الرئيسية
وهي الأشكنار والسفارديم .
يعيشون في مناطق معينة بالقرب من بحيرة تانا شمال غرب إثيوبيا في قرى فقيرة ، ويعمل رجالهم في مجال الزراعة ورعي الأغنام .
.
بعد أن استطاع الصهاينة تجميع هذا الخليط وربطه بأرض الميعاد { فلسطين } كلا حسب معتقداته وتوجهاته
بدؤوا في مخاطبة اليهودي المتدين بارتكازهم على التوارة المحرفة
الداعية لإقامة الهيكل على أرض الميعاد المزعومة
وخاطبوا العلماني من منطلق الإقتصاد وحكم الذهب والمال
والتحكم في العالم وحكمه بقبضة الذهب والإقتصاد .
.
.
وبقي اليهود المشتتون الذين لا ينتمون لا إلى هؤلاء ولا لهؤلاء
وكانت الدولة بحاجة إليهم لإنشاء الجيش وخوض الحروب والتضحيات
فاستغلوا فقرهم واضطهادهم
ووعودهم بالدولة الحامية لهم والحرية الفكرية والشخصية
في ظل تعطش الفلاشا لهذه الأمور المحرومين منها أصلا .
.
نجد هنا أن المزاعم اليهودية بحقهم في فلسطين مبنية على التظليل والتزوير متناقضة ما بين التجمع العلماني البحت والتدين اليهودي الزائف .
.
.
في ظل هذه المعطيات ساعدت الدول الكبرى بتسهيل المشروع الصهيوني للتجمع في فلسطين .
فالغرب متمثلا بالديانة الصليبية المتنازعة على مر العصور مع اليهودية والإسلام .
.
منقول (مجموعة فلسطين)